أن الدولة العثمانية هي من أدخلت شرب القهوه الى اوروبا وسائر العالم ، وذلك بعد أن اخذتها عن القبائل العربية.
وللطرفه كان الاوروبيون يعتقدوا أن القهوه مخلفات ماعز عندما شاهدوها لاول مره مع الجيش العثماني.
و قد كانت حبة القهوة في اوروبا تسمى بحبة محمد و ، الكنيسة حرمت شربها.
وهناك الكثير من الروايات والأساطير التي تدور حول كيفية اكتشاف الانسان لثمرة البن، غير أن ما يشاع في أثيوبيا بصورة عامة يدور حول قصة الراعي الذي كان يرعى قطيعاً من الماعز، ولاحظ خلال جولاته أنه في كل مرة يمر بمنطقة محددة تتصرف الماعز بصورة غريبة وتقوم بحركات أقرب الى الرقص، وحينما دقق في الأمر اكتشف أن ما تتعرض له يتم بسبب أكلها لاحدى النبتات.
وتجرأ الراعي وأكل من الثمر نفسه، ولدهشته أحس بالنشاط والحيوية وبطاقة متجددة. وهكذا عرفت نبتة القهوة.
و يبدأ تاريخ اكتشاف القهوة حين عرف الأثيوبيون في البداية شراب «الكاتي» والذي يعتمد على غلي الأوراق الخضراء لثمرة البن المجففة في الظل كما كانوا يأكلون حبوب البن مطهية ومعجونة بالدهن والتي كانت تقدم على شكل كرات.
و لكن شراب القهوة بدأ في عام 1400 بعدما قدم رجل عربي يدعى الدهباني شراب الكاتي بعدما تعرف عليه ، ثم تابعه رجل الدين الصوفي الشادهبان الذي أضاف لشراب الكاتي " حبوب البن " وذلك بعد زراعته لتلك الثمرة في جنوب اليمن. و قد كان اليمنيون يحمصون البن في مقلاة مسطحة حتى تصبح حبوب البن داكنة اللون كثيفة الملمس، لتغلى بعد ذلك على نار هادئة لمدة عشر دقائق مع الماء والسكر وذرة من الملح.
و الصوفي اليمني الشاذلي هو أول من غلى فنجان قهوة من حبوب تلك الثمرة. وفي عام 1400 حينما ضم العثمانيون اليمن، انتشرت القهوة وبدأت تشرب في دول العالم.
وفي جنوب اليمن وبالقرب من تعز، زرعت القهوة لأول مرة قبل 800 عام على جبل النبي شعيب، حيث أوهم اليمنيون الأوروبيين بأن نبتة القهوة لا تنمو الا على هذا الجبل. وجبل النبي شعيب أعلى جبل في الدول العربية وعلى قمته شيدت قلعتان لحماية تلك الثروة. ويبين المؤلف بأن ما يزرع اليوم على هذا الجبل هو القات فقط!
ومن اليمن الى الهند، وهي أول دولة غير إسلامية زرعت نبتة القهوة في تربتها. وكان ذلك بفضل الصوفي الهندي «بابا بودان»، واسمه الحقيقي حضرة شاه جامرالله مازارابي، الذي ذهب الى مكه للحج، حيث قابل صوفيين يشربون القهوة. وقد قرر أخذ هذه النبتة البديعة معه الى بلده في جنوب الهند، ليشارك أخوته الصوفيين فيها.
و كانت سرقة حبوب البن الخضراء تعد جرماً عظيماً . وما قام به بابا بودان هو أنه بعد طوافه بالكعبة وتقبيل الحجر الأسود ثم الشرب من مياه زمزم، أخفى في حزام ثيابه سبع حبات بن، وهربها الى الهند وزرعها في أعالي الجبال بالقرب من مايسور.
تنتج تلك الحبات السبع اليوم ما يقارب من 200 ألف طن في السنة الواحدة. كما نقل الكابتن الألماني أدريان فان أدمرين في عام 1696 ثمرها الى أندونيسيا حيث توجد احدى أهم مطاحن البن.
و يرجع تاريخ دخول القهوة إلى أوربا حينما دخلت القهوة فيينا بعد حصار الأمبراطورية العثمانية لمدينة فيينا بأمر من السلطان محمد مصطفى في عام 1683، حيث حاصروها طيلة فصل الصيف.
وبفضل الجاسوس فرانز كولشيزكي النمساوي الأصل الذي عاش معظم حياته في اسطنبول، تمكن النمساويون من معرفة خطط العثمانيين وحفرهم لأنفاق سرية تحت المدينة.
وبمساعدة الجيوش البولندية التي هاجمت الجنود العثمانيين من الخلف لدى اقتحامهم المدينة، انسحب الجيش العثماني مخلفاً وراءهم أكياس حبوب البن. وهكذا عرفت فيينا القهوة.
ومن القصص الطريفة الأخرى التي أوردها المؤلف منشأ الكرواسان. والحكاية بدأت خلال حصار العثمانيين لفيينا، حيث قام الخباز بيتر ويندر بخبز الرغيف على شكل الهلال الموجود في علم الأتراك.
ولدى زواج الملكة ماري انطوانيت بملك فرنسا وانتقالها للعيش في فرنسا، شعرت بالحنين لبلدها فطلبت أن تكون وجبة افطارها مكونة من فطيرة الكرواسان التي تشبه في شكلها الهلال.
وهكذا نشأ الفطور السياسي العالمي المكون من فطيرة الكرواسان (الهلال العثماني) والقهوة !
وفي عام 1640 وصلت قهوة العثمانيين الى بريطانيا، وافتتح أول مقهى لشرب القهوة في أوكسفورد ومن ثم انتشر في كافة أنحاء لندن. ويذكر المؤرخ جيمس هويل بأنه كان في عام 1652 مقهى واحد للقهوة في لندن وفي عام 1700 وصل عدد المقاهي الى 200 مقهى.
وقد افتتح أول مقهى في باريس في عام 1672 من قبل أرمني يدعى باسكال، وذلك بالقرب من سان جيرمان ولم يستمر طويلا. ولدى المفاوضات العثمانية الفرنسية خلال حصار الأتراك لفيينا ومحاولات توقيع معاهدة عدم التدخل مع ملك فرنسا لويس، بدأ اهتمام الفرنسيين بالقهوة التركية.
غير أن حبهم للقهوة انحصر في اطار الطقوس الخاصة بها. فالمقاهي التي لاقت اقبالا كبيرا كانت بسبب ديكوراتها الفاخرة والتقاليد الملكية التي يعمل بها. كانت المقاهي فيها بمثابة صالونات للنبلاء، وكان فولتير ونابليون وروسو وغيرهم من روادها الدائمين.
ومن الأمور الغريبة التي ذكرها الكتاب أن أحد الباحثين السياسيين ذكر له أنه بالتتبع و الإستقراء تبين أن الشعوب التي كانت تفوز بالحرب كانت تصنع قهوة سيئة و أن الشعوب التي تخسر الحرب ؛ كانت تصنع في حينها قهوة جيدة ، مما دعاه إلى التحذير من مغبة استمرار ستاربكس بصنع قهوة جيدة !
-------------
- ملخص من ملخص كتاب
Stewart Lee Allen" The Devil's Cup: A History of the World According to Coffee ".
مع اختصارات و زيادات من عندي على ما ترجمته و اختصرته أ. رشا المالح ( مع الشكر الجزيل لها ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق