أنه وقتك ، أنه وقتك لتتحرر من أهوائك المؤذية ، و وقتك لكي تتقدم إلى الأمام ، وقتك لجي تبدأ حياتك الجديدة ، وقتك لكي تترك الماضي خلفك ، خذ الدروس مما تعلمته ، و اعمل شيئاً عظيماً منها ، إنه وقت عيش الحياة التي تحب و ترغب ، منذ الآن ، و ليس منذ الغد ، و ليس في اليوم الذي ستبتسم فيه لك الظروف ، أو في اليوم الذي سيضحك لك فيه القدر ! فإن القدر بيد الله و قد قال تعالى : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }. و قال : { و ما تقدموا لأنفسكم من خير فإن الله يعلمه } .
إنه وقت التحرك ، وقت الأفعال ، ببساطة عن طريق اتخاذ القرارات التي ستوجهك إلى الطريق الذي سيأخذك إلى المستوى الأعلى .
فقط تذكر هذه الثلاث كلمات : فكر ، تحرك ، عش .
لقد انتقلت نقلة نوعية في أصعب مرحلة من مراحل حياتي عندما بدأت اكتب قائمة ما سأفعله هذا الأسبوع لمشروعي ، ثم أقوم بالتحرك و إنجاز ما يمكن إنجازه ، ثم في نهاية الأسبوع أقوم بمراجعة ما تم إنجازه ، ثم أعيد العملية و هكذا ، و بذلك أصبحت أركز على الإنجاز و أرصده ، بدلاً من التذمر و اتهام من حولي ! فإن التذمر هو سلوك صاحب عقل الضحية ، و الشخص الذي يفكر بأنه ضحية في حقيقة الأمر يدعي أن مصيره بيد الناس و أن لهم اليد العليا عليه ، و أنهم من يحددون سعادته و أنهم من يحددون تعاسته ، و أنهم أعلى قدراً منه و أقوى ، و هل هناك شخص يحترم قدراته و إمكانيته يفكر بهذا التفكير المحتقر للذات ، و يسلب نفسه قدرة التغيير ، فكما قال العلماء : " نازع القدر بالقدر " ، و كما قال عمر بن الخطاب - رصي الله عنه - لمن أنكر عليه الإبتعاد عن الطاعون : " نعم أفر من قدر الله إلى قدر الله" ، و كما قال عن من يتفرغ للعبادة من دون سعي لتحصيل المال : " هؤلاء المتواكلون لا المتوكلون ".
لا تترك العقبات توقفك عن عيش أفضل حياة ، و ستكون هناك عقبات بالتأكيد ، و كما يقول المثل الأمريكي " لولا العقبات لأصبح كل الناس أبطال ".
ومن قبله بقرون قال المتنبي :
لولا المشقة ساد الناس كلهم .:. الجود يفقر و الإقدام قتال .
و قال أبو تمام :
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها .:. تنال إلا على جسر من التعب .
و لكنك تستطيع أن تجتاز هذه العقبات ، كما اجتازها غيرك ، و ممن الممكن أن يتطلب ذلك منك عملاً دؤوباً و اجتهاداً كبيراً ، لكنه أمراً ممكناً ، فقط اعمل زيادة عن غيرك ، و اقتد بالممتميزين .
إن الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة لعيش الحياة التي تريد ، فستواجه الكثير من المخاوف ، و التساؤلات المقلقة من مثل " ماذا لو لم أنجح ؟ ماذا لو بؤت بالفشل ؟ ماذا لو خاب ظني ؟ ماذا لو خسرت أموالي ؟ ماذا لو أضعت وقتي ؟ ماذا لو حدثت لي بعض المشاكل تبعاً لذلك ؟ فهذه كلها تساؤلات و مخاوف اعتيادية ، و الشخص الناجح هو من يسيطر على مخاوفه ثم يقتحمها إلى أن يتعود عليها و تصبح عنده بعد ذلك سجية ، و لا تغتر بقلة السالكين ، و لا تعبأ ببعض الهالكين ، قال الشاعر :
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى .:. فما انقادت الآمال إلا لصابر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق